دعت الشبكة السورية لحقوق الإنسان في تقريرها الصادر أمس الأحد، الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا للوفاء بوعودها، بعد استخدام نظام الأسد مجدداً للأسلحة الكيماوية في محافظة اللاذقية، وذلك من خلال التدخل الفوري عبر تحالف دولي لحماية المدنيين في سوريا، على غرار تدخل حلف الناتو في كوسوفو.
وشددت الشبكة السورية على أن الضربة العسكرية التي نفذتها الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا، في 14 من نيسان 2018، بعد الهجوم الكيماوي على مدينة دوما، كانت محدودة ولم تضعف قدرة نظام الأسد على الاستمرار في ارتكاب الفظيعة، ولا على التفكير باستخدام الأسلحة الكيماوية طالما ستقتصر ردة الفعل على هذا الشكل البسيط.
وقال فضل عبد الغني مدير الشبكة السورية لحقوق الإنسان “لقد توعَّد الرئيس الأمريكي والرئيس الفرنسي ورئيسة الوزراء البريطانية النظام السوري بأنه في حال استخدام أسلحة كيميائية مجدداً فسوف يكون هناك رد حاسم، وها قد ثبت تورُّط النظام السوري مجدداً باستخدام الأسلحة الكيميائية، وهو النظام الوحيد على وجه الكرة الأرضية، الذي لايزال يستخدم الأسلحة الكيميائية، والمجتمع السوري ينتظر الوفاء بالوعود المقطوعة، ومحاسبة النظام السوري بشكل جدي وفعال”.
واستعرضت الشبكة في تقريرها تفاصيل أول هجوم كيماوي من قبل النظام بعد هجوم دوما الأخير، حيث وقع الهجوم يوم الأحد 19 أيار الجاري، عندما قصفت راجمة صواريخ تابعة لقوات النظام متمركزة في منطقة الجيب الأحمر جنوب قرية الكبينة في ريف اللاذقية، ثلاث صواريخ محملة بغازات سامة استهدفت الأطراف الجنوبية الغربية من قرية الكبينة.
وأوضح التقرير أن هجوم الكبينة الكيماوي جاء في إطار الحملة العسكرية التي يشنها نظام الأسد بدعم روسي منذ 26 من نيسان الماضي على منطقة خفض التصعيد.
وشدد التَّقرير على أنَّ النِّظام انتهكَ عبر استخدام الأسلحة الكيميائية في قرية الكبينة القانون الدولي الإنساني العرفي و”اتفاقية حظر الأسلحة الكيميائية” وجميع قرارات مجلس الأمن ذات الصلة وبشكل خاص القرارات رقم 2118 و2209 و2235، كما أنَّ استخدام الأسلحة الكيميائية يُشكل جريمة حرب وفقاً لميثاق روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية.
ومنذ 23 من كانون الأول 2012 تم توثيق قرابة 222 هجوماً كيماوياً معظمها في محافظتي ريف دمشق وإدلب، نفذ منها النظام 217 هجوماً فيما نفذ تنظيم الدولة خمس هجمات جميعها في محافظة حلب، وتسببت هجمات النظام الكيماوية بسقوط 1461 شخصاً بينهم 185 طفلاً، و252 سيدة.
