وتؤكد الشبكة السورية لحقوق الإنسان أن استراتيجية النظام وحليفه الروسي باتت مفضوحة؛ حيث يتعمدان قصف المشافي والأسواق والمدارس في المناطق الخارجة عن سيطرة النظام السوري، ليُجبَر الأهالي على قبول تسوية، تنتهي بتهجيرهم وتشريدهم إلى الشمال السوري، أو خارج سوريا، ومازال المجتمع الدولي متفرجاً على ما يحصل من تغيير ديمغرافي في سوريا، مكتفياً بعبارات التنديد والتهديد، التي يقرؤها النظام السوري والإيراني على أنها ضوء أخضر للاستمرار في الجرائم.
يقول فضل عبد الغني مدير الشبكة السورية لحقوق الإنسان: “لم يَعُد هناك شكٌّ أن القوات الروسية تترصد وتبحث عبر عملائها عن مواقع المشافي بهدف قصفها، إن روسيا تعلم تماماً أنها لن تُحاسب يوماً ما على أية جريمة ارتكبتها في سوريا، ولهذا فهي ترتكب المزيد وسوف تستمر في ذلك، بل وتحمي النظام السوري الحالي من المحاسبة، وتُشجِّعه على ارتكاب الجرائم”.
ويشير التقرير إلى أن طائرات ثابتة الجناح يعتقد أنها روسية أطلقت صاروخاً استهدف مشفى الإيمان في بلدة سرجة في جبل الزاوية بريف محافظة إدلب الجنوبي قبل نحو أسبوع، وهو المشفى الوحيد في البلدة، تسبب القصف بدمار متوسط في بناء المشفى وخروجه عن الخدمة، إضافة إلى إصابة 5 من الكوادر الطبية ودمار في سيارتي إسعاف، يُقدِّم المشفى خدماته في تخصصات الجراحة الداخلية والجراحة العامة والعظمية لما لا يقل عن 80 ألف شخص موجودون في بلدات جبل الزاوية.
وتحدثَّت الشبكة السورية لحقوق الإنسان مع مدير مشفى الإيمان ومع عدد من الأهالي والناشطين الإعلاميين ممن شهدوا حادثة القصف وقد أفادوا بعدم وجود مقرات عسكرية تابعة للمعارضة المسلحة أو التنظيمات الإسلامية المتشددة بالقرب من تلك المشافي سواء قبل أو أثناء الهجوم.
وتُصدر الشبكة السورية لحقوق الإنسان تقارير دورية شهرية توثِّق فيها حوادث الاعتداء على المراكز الحيوية المدنية من قبل الجهات الفاعلة، وقد ارتفعت في الأشهر الأخيرة نسبة استهداف المراكز الطبية، وكنا قد طالبنا بوجوب تفعيل عدم استهداف الكوادر والمراكز الطبية، واعتبار ذلك خطاً أحمرَ، يُوجِبُ ردة فعل سريعة ومباشرة.
واعتبرت الشبكة أنَّ هذه الهجمات الفوضوية أو المتعمدة، أو الغير متناسبة، هي هجمات غير مشروعة وإن استهداف النظام السوري للمراكز الطبية هو استخفاف صارخ بأدنى معايير القانون الدولي الإنساني وقرارات مجلس الأمن الدولي.
ويؤكد التقرير على أنه يتوجب على مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة والأمانة العامة للأمم المتحدة ألا يقفوا صامتين ولو لدقيقة واحدة أمام قصف متعمَّد يتكرر بشكل شبه يومي للمشافي، وإنَّ التَّاريخ يُسجِّل أن النظام الروسي استخدم حقَّ النَّقض خمس مرات لحماية النظام السوري الذي يقوم بارتكاب انتهاكات صارخة تُشكِّلُ جرائم حرب عبر قصف المشافي واستخدام الأسلحة الكيميائية وتشريد الأهالي والسكان، والشعب السوري لن ينسى ذلك مطلقاً.
… http://www.all4syria.info/Arch
