بلغ عدد المعتقلين الذين ألقت سلطات النظام السوري القبض عليهم بشكل اجمالي منذ بداية الثورة أكثر من 215 ألف معتقل ومعتقلة، وتم توثيق ما لا يقل عن 5047 شهيداُ تحت التعذيب حتى نهاية شهر تموز 2014.
هذا ما أشارت إليه آخر تقارير الشبكة السورية لحقوق الإنسان،)مع ملاحظة أن تقرير الشبكة يتكلم عن الأعداد الموثقة فهو لا يذكر مثلاً أكثر من 11000 شهيد تحت التعذيب الذين تم تسريب صورهم عبر المنشق سيزر).
وتحدث التقرير عن نوع جديد من أنواع الاعتقالات التعفسية، ظهر بقوة في الأشهر الأخيرة، وهو الاعتقال بغرض التجنيد الاجباري، حيث أن تعداد المجندين حالياً في الجيش الرسمي قرابة 70 ألف مجند فقط، فيما من المفروض أن يتجاوز العدد 320 ألفاً.. وهو ما يعني أقل من (%22) .
وكان النظام قد قام توجيه أوامر صارمة للأجهزة الأمنية بمختلف اختصاصاتها، من أجل اعتقال كل من هو في سن الخدمة العسكرية، وبعد ذلك إرسالهم في الجيش، وهذه الإجراءات شملت المناطق الموالية للنظام والمناطق المعارضة له والخاضعة لسيطرته على حد سواء، وحتى لو كان الشاب المعتقل يمتلك أدلة من الحكومة السورية تسمح له بتأجيل الخدمة العسكرية.
وقد وثقت الشبكة اعتقال أكثر من (5430) مواطناً وإجبارهم على التوجه لساحات القتال، وذلك منذ بداية هذا العام وحتى نهاية تموز، أي بمعدل 168 مواطناً مدنياً يتم اعتقالهم اسبوعياً وارسالهم لساحات القتال.
كما تعرض التقرير إلى موضوع يتعلق بما يطلق عليه النظام في وسائل إعلامه (تسوية الوضع)، حيث تذكر الشبكة أن النظام غدر بالكثير من المواطنين الذين صدقوا بالتسوية، وسلموا أنفسهم للنظام، لاسيما في حمص في أعقاب الاتفاق الأخير مع مقاتلي حمص القديمة، وقام النظام فعلاً باعادة اعتقال 1860 مواطناً من الذين تم تسوية وضعهم منذ بداية العام وحتى نهاية تموز، وتركز ذلك في محافظتي حمص وريف دمشق بشكل أساسي.
كما استمر النظام في تعقب أصحاب الرأي والقيام باعتقال من بقي منهم خارج جدران السجون، واعتمد النظام، حسب التقرير، على عمليات استدراج عن طريق مخبرين ونصب كمائن لهم، واتبع النظام السوري هذه السياسة بشكل كثيف في عام 2014 حيث يهدف من وراء ذلك إلى عدم إثارة أي ضجة إعلامية أو حقوقية على خلفية الاعتقالات الواسعة، ويبدو أنه قد نجح إلى حد بعيد في ذلك، فقد تم توثيق ما لايقل عن 47 حالة اعتقال لمعتقلي رأي منذ بداية عام 2014 وحتى نهاية شهر تموز/2014.
… http://orient-news.net/ar/news
